ريح الفراق تكسّرت في غدرها
أغصان أحلام الهوى
نأت الورود عن الضفاف مخافة
وأنين ماء النهر يشكو فرقة
زمن انخطاف الروح نحو العمق جاء مبكرا
والشمس باغتها المساءْ
هل ذاك يدعى موطني؟
غابات زهر اللوز أضحت أدمعا
نزلت على آثار أقدام كما
طعن الخناجر في تراب الأرض
لن تمحو
ندوب الجرح أنهار البكاءْ
حزنا سيبكي الموت من وجعي إذا
ما جاء قبل أوانه
هذا خلاصي فاتركيني فوق أخشاب الصليبْ
ثم اقرعي للكون أجراس النحيبْ
هاتي مسامير الحقيقة كي تمزق وهمنا
فالذئب يعطش في النهاية للدماءْ
لون البياض بثلج روحك خادع
فحجبت عنه العين لم أعرف
بأنك صورة أرضية قيد التلاشي مع حلول الليل
لم أدرك
خطوطا فاصلات بين بحري والسماءْ
سحب الظنون تلبدت
في قلبي الموبوء بالعشق الكبير .. ولم يتب
هذا سواد حل بي؟
لم يخبر البرق المعربد في الشغاف بأنني
مطرا سأغدو .. قبلة منسية
تاهت على شفة الشتاءْ
ساءلت كيف الريح تستقصي المدى
حاولت ترويض الرياح فقهقت بشماتة
كان الجموح مناديا :
أواه من هذا الغباءْ
طفل النهاية كامن
في الرحم من جسد البداية
سوف يهوي فوق عنقي .. هكذا
أزلية تبقى الحقيقة دائما
مهما نسينا في الحياة وجودها
قدر البداية والنهاية مثبت
في اللوح منذ كتابة الأسماء لولا
أن يخامرنا الرجاءْ
جرس الرحيل عويل أشرعة الهوى
جفلت نوارس شاطئ .. كم مرة
شهدت عناقا بيننا
واستلقت الشمس الحزينة فوق راحات المدى
بالموج وجه البحر صار مجعدا
زبد كدمع فوق خد الرمل يمضي
راسما شكل التلاشي في تعاريج الفناءْ
عابرون على أوراق الزمن