وماذا بعد انتهاك الريح للشراع ؟
……..
المركب ينهب أقاصي الجهات
والموج إن أماط لثامه
فعن مجهول
يستدرج الخطو إلى تلاشي الزبد
يتجلّى الضياع
تخذله الرياح
ينتصب من قهره المجداف وحيدا
والآخر قابع في اليأس
يقوده وهنا على وهن
وسط الطين اللامتناهي
يكتب فوق جسد الطين المرتعش
كلمات ممحية قبل رسمها
غارقة نحو القاع
تحمل النوارس دفئ الخلجان
ترتّله على عماء بصيرتي
فأنزف انتظاري حروفا
تمتد أصابعها تحت ستر الظلمة
تتلمس مسام الرمل
يفرد للبوح استماع
ليتها تدرك دهور احتباس الدر..
النور .. في ظلمة المحار
مصلوب على لظى عطش
ينتظر الخيل
مدى البراري مخنوق الجموح
أنهكته وعورة ولوج الصبح
عبر روابي الليل
لا ترضى انصياع
أين يأخذنا الشراع؟
قعر الكأس يشكو الفراغ
والقطرات على جانبيه تبعثرت
هجرتها الشفاه
طال التعتق في الخوابي
حدّ الاختناق
أرق العناقيد ذكرى التدلّي
وانتهاكها الشمس حدّ اليفاعة
وزحف الأنامل للقطاف
فوق غصونها الأضلاع
أما آن الأوان؟
وقناني الخمر تسفح آخر قطرة
في وريد القلب
والأجفان أنهكها الأرق في انتظار الحلم
أما للجفن فوق الجفن
من اجتماع؟
أما آن الأوان؟
لرسم المستحيل
بريشة مغمسة بالدمع
تخطف البصر من مدى الموت
تنسج فوق بياض الكفن
رعشة حبر من نبض اليراع
قربة الوهم مثقوبة
ولا تغني من عطش
رجع الصدى يصفع جمجمتي
لن يخلق البرق نهارا
رفة جفن لثوان
واستراق التفاتة جائرة .. كلحظة موت
لجرح في انتظار ملح الدموع
يزيدها الأوجاع
أتكفّن بالإنتظار
والأفراح خبا صوتها
أتعرّى في هذا الليل الطويل
إلا من ألمي .. وحلمي
يتردد في الخيال شذا غيمة
وأنا .. وجسدي وشفاهي .. والموت
جياع
أسائل الليل عن قمر
يتقلّب فوق الغيم حبيس الضياء
وقمقم العمر ينتظر من يمسح جبينه
لتتفجر لغة الصمت
همسا يتناثر عبيرا
ورماحا شرّعت
من كوى القلاع
Advertisements
اترك رد